مثال آخر للزيادة الشاذة بسبب كثرة المخالفة :
روى حماد بن زيد ( ) ، عن هشام بن حسان ( ) ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة حديث ذي اليدين ، وذكر فيه زيادة : ((كبر)) ، فَقَالَ : ((كبر ثم كبر
وسجد ))( ).
وقد تفرد حماد بن زيد بذكر هذه الزيادة عن هشام بن حسان .
إذ إن هشيمَ بن بشير ( ) -وهو ثقة ( )-، ووهيب بن خالد ( ) -وهو ثقة ( )-، وحماد بن أسامة ( ) -وهو ثقة ( )-، وعبد الله بن بكر السهمي ( ) -وهو ثقة ( ) -، وأبا خالد الأحمر ( ) - وهو صدوق يخطئ ( ) - ، وأبا بكر بن عياش ( ) - وهو ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح ( ) - .
فهؤلاء ستتهم ( هشيم ، ووهيب ، وحماد ، وعبد الله ، وأبو خالد ، وأبو بكر ) رووا هذا الحديث عن هشام بن حسان لم يذكروا الزيادة .
ثُمَّ إن الحديث قد رواه جماعة عن محمد بن سيرين ، منهم : أيوب السختياني ( ) -وهو ثقة ثبت حجة ( ) - ، وعبد الله بن عون ( ) - وهو ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن ( ) - ، ويزيد بن إبراهيم ( ) - وهو ثقة ثبت ( ) - ، وسلمة بن علقمة ( ) - وهو ثقة ( ) - ، وقتادة بن دِعامة ( ) - وهو ثقة ثبت ( ) - ، وخالد الحذاء ( ) - وهو ثقة ( ) - ، ويحيى بن عتيق ( ) - وهو ثقة ( ) - ، ويونس بن عبيد ( ) - وهو ثقة ثبت ( ) - ، وعاصم الأحول ( ) - وهو ثقة ( ) - ، وحبيب ابن الشهيد ( ) - وهو ثقة ( ) - ، وحميد الطويل ( ) - وهو ثقة ( ) -، وسعيد بن أبي عروبة ( ) - وهو ثقة ( ) - ، وسفيان بن حسين ( ) - وهو
ثقة ( ) - ، وأشعث ابن سوار ( ) - وهو ضعيف ( ) - ، وقرة بن خالد ( ) - وهو
ثقة ( ) - ، وحماد بن سلمة ( ) - وهو ثقة ( ) - .
فهؤلاء جميعهم رووه عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، ولم يذكروا الزيادة ، قال أبو داود : (( روى هذا الحديث أيضاً حبيب بن الشهيد ، وحميد ، ويونس ، وعاصم الأحول ، عن محمد ، عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم ما ذكره حماد بن زيد ، عن هشام أنه كبر ثم كبر وسجد ، وروى حماد بن سلمة ، وأبو بكر بن عياش هذا الحديث عن هشام لم يذكروا عنه هذا الذي ذكره حماد بن زيد أنه كبر ثم كبر )) ( ) .
وقال البيهقي : (( تفرد به حماد بن زيد عن هشام )) ( ) ، وأشار إلى نحو هذا العلائي ( ) .
فتفرد حماد أمام هذا الجمع الغفير إمارة على أن زيادته خطأ ، إذ ليس من المعقول أن يغفل عنها الجمع من تلامذة هشام، وليس من المعقول أن يغفل عنها الجمع من تلامذة مُحَمَّد بن سيرين .
ثم إن الحديث رواه جماعة عن أبي هريرة غير ابن سيرين ، لم يذكر أحد منهم هذه الزيادة التي انفرد بها حماد ، مما يؤكد وهمه بها .
فقد رواه عن أبي هريرة : أبو سُفْيَان ( ) مولى ابن أبي أحمد ( ) ، وأبو سلمة
منفرداً ( ) ، وضمضم( ) بن جوس ( ) ، وسعيد بن المسيب ، وأبو بكر بن عبد الرحمان ، وأبو سلمة ، وعبيد الله بن عبد الله أربعتهم مقرونين ( ) ، وأبو سلمة ، وأبو بكر بن سليمان ( ) مقرونين ( ) ، وأبو سلمة ، وسعيد بن المسيب ، وعبيد الله بن عبد الله ثلاثتهم مقرونين ( ) ، وسعيد بن المسيب ، وأبو سلمة ، وأبو بكر بن عبد الرحمان ، وأبو بكر بن سليمان مقرونين ( ) ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ( ) ، وسعيد بن المسيب ( ) ، وأبو بكر بن عبد الرحمان وأبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله ثلاثتهم مقرونين( ) .
فهؤلاء جميعهم رووه عن أبي هريرة ، لم يذكروا ما ذكره حماد من زيادة تكبيرة الإحرام لسجود السهو مما يؤكد الجزم بوهمه – رحمه الله - .