الجمعة، 26 أغسطس 2022

كتاب المعلم الأول القسم العلمي بدار الوطن

 


المعلم الأول القسم العلمي بدار الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

ملحوظة صلي الله عليه وسلم= r

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..

فإن من أعظم جوانب سيرة النبي r: جانب التعليم والتوجيه والإرشاد، فقد كان رسول الله r أحسن الناس تعليمًا، وأحسنهم توجيهاً وإرشادًا، وأحسنهم حوارًا وإقناعًا..

وكيف لا يكون r كذلك، والله سبحانه هو الذي علَّمه كما قال: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: 113]، وهو الذي هداه وأرشده، كما قال: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]، وقال: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، وهو الذي رسم له طرق الدعوة وأساليبها: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

وقد بيَّن القرآن الكريم أن التعليم هو مقصد أساسٌ من مقاصد بعثة النبيق =صلي الله عليه وسلم= r، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]، والذي يميز تعليم النبي r عن غيره من المعلمين الذي لا يهتدون بالوحي هو ارتباط تعليمه بتزكية النفس وسموها في معالي الكمال، كما في هذه الآية وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].

وقوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151].

وقد لخَّص النبي r رسالته بأنها رسالة تعليمية مرتبطة باليسر ورفع الحرج عن الأمة، فقال: «إن الله لم يبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا» [رواه مسلم].

وجعل النبي r نفسه بمنزله الوالد في تعليم أبنائه ما يجهلون فقال عليه الصلاة والسلام: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم» [رواه أحمد وأبو داود و حسَّنه الألباني].

وتأتي لفظة الوالد لتلقي بظلالٍ من الرحمة والشفقة والمحبة الصادقة والحلم والأناة على العملية التعليمية. فمن أحرص من الوالد على تعليم أبنائه؟ ومن أرحم بهم وأشفق عليهم وأحلم بهم منه؟!

فهذا هو النبي المعلم الذي اجتمعت فيه كل صفات الكمال في المعلم الناجح من رأفة ورحمة وحرص على تعليم الناس وهدايتهم، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، مع ما آتاه الله من قوة حجة وروعة بيان، فقد أوتي r جوامع الكلم، واختُصر له الكلام اختصارًا.

قالت عائشة رضي الله عنها: كان كلام رسول الله r كلامًا فصلًا يفهمه كلُّ من سمعه. [رواه أبو داود وحسَّنة الألباني].

وهذا من الإعجاز ودلائل نبوته r، فإن كثيرًا من الناس قد لا يفهمون كلام العلماء وأصحاب القلم في كتبهم وصحفهم، بينما إذا قرأوا أحاديث النبي r فهموها وأحسوا بقرب معانيها من قلوبهم مما لا يحتاجون معه إلى مزيد بيان وشرح، وهذا اليسر في القول والتعبير من صفات المعلم الناجح الذي لا يلجأ إلى الغريب الذي لا يعرفه كثير من الناس.

 

 

الرفق بالمتعلمين

وقد كان r رفيقًا بالمتعلمين لا يسبّ ولا يضرب ولا يوبّخ ولا ينهر؛ بل يحلم ويرحم ويصبر على تعليم الناس وإرشادهم، مع ما يقع منهم من شطط وانحراف.

ومن صور رفقة r بالمتعلمين:

1- ما ذكره معاوية بن الحكم السلمي t قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله r إذ عطس رجلٌ من القوم فقلت: (يرحمك الله) فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يُصمتونني، لكني سكتّ.

فلما صلَّى النبيُّ r، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلِّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما كَهَرني([1])، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، التكبير، وقراءة القرآن» [رواه مسلم].

قال النووي: (فيه ما كان عليه رسول الله r من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به، ورفقه بالجاهل، ورأفته وشفقته عليه، وفيه التخلق بخلقه r في الرفق بالجاهل، وحسن تعليمه، واللطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه.

2- عن أنس بن مالك  tقال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله r، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله r: مَهْ مَهْ.

فقال رسول الله r: «دعوه، لا تزرموه([2])» فتركوه حتى بال !!

ثم إن رسول الله r دعاه فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وقراءة القرآن».

قال: فأمر رجلًا من القوم، فجاء بدلوٍ من ماءٍ فشنَّه عليه [متفق عليه].

3- وعن أبي هريرة t قال: جاء رجل إلى النبيِّ r قال: هلكت يا رسول الله!

قال: «وما أهلكك؟»

قال: وقعت على امرأتي في رمضان.

قال: «هل تجد ما تعتق رقبة؟».

قال: لا

قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟».

قال: لا

قال: «فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟».

قال: لا.

قال: ثم جلس، فأُتي النبيّ r بَعَرَقٍ([3]) فيه تمر، فقال: «تصدَّق بهذا».

قال: أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منه. فضحك النبي r حتى بدت أنيابه ثم قال: «اذهب فأطعمه أهلك» [متفق عليه].

فهذا الرجل لما جاء معترفًا بخطئه، نادمًا على سوء فعله، باحثًا عن المخرج الشرعي لما وقع فيه من خطأ وزلل؛ يسّر عليه النبي r، ورفق به ولم يتعنت معه، فأخبره أن عليه كفارة، بدأ فيها بعتق رقبة، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم إطعام ستين مسكينًا، فلما لم يجد عند الرجل قدرة على شيء من ذلك، أعطاه ما يتصدق به؛ بل إنه سمح له بأخذ هذه الصدقة، وأن يطعمها هو وأهله لمَّا رأى ما عليه الرجل من فاقةٍ وشدة وحاجة.

 

 

 

 

 

التوجيه غير المباشر

ومن حسن تعليمه r أنه كان يستخدم أسلوبًا غير مباشرٍ في تصحيح الأخطاء، دون أن يلجأ إلى مواجهة المخطئين بأخطائهم، أو يفضحهم أمام الملأ، أو يبحث عنهم إذا كانوا مستورين لا يعرفهم أحد.

ومن صور ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: صنع النبيّ r شيئًا فرخَّصَ فيه، فتنزَّه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي r، فخطب، فحمد الله ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله، وأشدَّهم له خشية» [رواه البخاري].

إن ستر المخطئ وعدم فضحه أمام الملأ له أبلغ الأثر في نفسه؛ لأنه يعلم أن المقصد هو التعليم لا التشهير، ولأن المعلم بهذا الأسلوب يحفظ مكانة المخطئ، فيكون ذلك أجدر بقبول النصح وعدم معاودة الخطأ، مع ازدياد محبة المعلم وعلو مكانته في قلب المخطئ ونفسه.

 

 

 

 

 

 

التعليم بالقدوة

إن كثيرًا من المعلمين لا يتصورون أهمية القدوة في التعليم، فتراهم ينصحون الطلاب بأشياء يفعلون خلافها، وهذا كافٍ في سقوط مكانتهم أمام الطلاب، وعدم انتفاع الطلاب بنصائحهم؛ بل ربما ولّد ذلك ردود فعلٍ عكسية لدى الطلاب فزادوا من مساحة الأخطاء التي يرتكبونها بسبب هذا المعلم.

والله تعالى حذَّر من هذا السبيل فقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].

وقال: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44].

أما النبيّ r فقد كان القدوة الصالحة والأسوة الحسنة لأمته كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، ومن صور ذلك أنه r لمَّا أمر بمكارم الأخلاق كان أحسن الناس خلقًا، حتى شبهوا خلقه r بالقرآن فقالوا: كان خلقه القرآن، ووصفه ربُّه تعالى بمحاسن الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

أما بعض المعلمين- هداهم الله- في هذا الزمان، فإنهم ينهون عن التدخين مثلًا ويتعاطونه، ينهون عن التدخين مثلًا ويتعاطونه، ينهون عن سماع الغناء ويستمتعون إليه، ينهون الطلاب عن إهمال دروسهم وواجباتهم وه يهملون واجبهم في التحضير الجيد والشرح المتقن، فلا ينتفع الطلاب بهم إلا قليلًا، وهؤلاء نقول لهم:

يا أيها الرجل المعلم غيره


 

هلّا لنفسك كان ذا التعليم


تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى

 

كيما يصحُّ به وأنت سقيم

لا تَنْه عن خلقٍ وتأتي مثله
التعليم

 

عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليم بالحوار والإقناع العقلي

ومن صور ذلك أن فتًى شابًّا أتى النبيّ r فقال: يا رسول الله! ائذن لي بالزنا !!

فأقبل عليه القوم فزجروه... وقالوا: مَهْ مَهْ .. فقال النبي r:

«ادنه» فدنا منه قريبًا.

قال: «أتحبه لأمك؟».

قال: لا والله، جعلني الله فداءك.

قال: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم».

قال: «أفتحبّه لابنتك؟».

قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك.

قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم».

قال: «أفتحبه لأختك؟».

قال: لا والله، جعلني الله فداءك؟

قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم».

قال: «أفتحبه لعمتك؟».

قال: «لا والله، جعلني الله فداءك.

قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم».

قال: «أفتحبه لخالتك؟».

قال: لا والله، جعلني الله فداءك.

قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم».

قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء» [رواه أحمد].

ولا شكَّ أن هذا الأسلوب الحواري أبلغ في التعليم وتوصيل المعلومة من التوجيه المباشر وبخاصة في مثل هذه الحالة التي تتعلق بفتى شاب قوي يشعر بشهوة عارمة تجاه النساء، فكان التعامل معه يحتاج إلى قدر من الصبر والتلطف والإقناع العقلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليم بالتكرار

لا شكَّ أن التكرار يؤدي إلى رسوخ المعلومة في أذهان المتعلمين، ومن هنا لجأ النبي r إلى هذا الأسلوب التعليمي الصحيح، قال أنس t: كان النبي r إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه. [رواه البخاري]، ومن ذلك أن النبي r قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا. قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين».

وكان متكئًا فجلس فقال: «ألا وقول الزور» فما زال يكررها، حتى قلنا: ليته سكت.

فهذا التكرار أتى بالفائدة المرجوّة منه، فعلموا منه تشديد النبيّ r في شأن قول الزور، فأثر فيهم ذلك تأثيرًا بليغًا، وخافوا الزلل والوقوع فيما حذَّر منه النبي r حتى تمنوا أن لم يكن النبيّ r شدّد هذا التشديد.

 

 

 

 

 

 

 

التعليم بالدعوة إلى التفكير وإعمال العقل

إن المعلم الناجح هو الذي يطرح الأسئلة على طلابه، ويترك لهم المجال للتفكير وإعمال العقل للوصول إلى الإجابة الصحيحة، ولا يقدم لهم الإجابات السريعة على كلِّ ما يطرح من أسئلة؛ لأن ذلك يؤدي إلى خمول الطلاب وتكاسلهم عن التفكير وبذل الجهد الذهني وصولًا إلى المراد.

ومن صور ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «إن من الشجر شجرةٌ لا يسقط ورقُها، وإنها مثل المسلم، فحدّثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البوادي.

قال عبد الله: وقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله!

قال: «هي النخلة» [رواه البخاري]. فالنبيّ r ترك لهم المجال، ليجيب كلُّ بما رأى، فلما لم يصل واحد منهم إلى الجواب الصحيح طلبوا من النبي r أن يجيبهم فأجابهم.

قال الإمام العيني: (فيه استحباب إلقاء العالم المسألة على أصحابه، ليختبر أفهامهم، ويرغبهم في الفكر).

وقال ابن حجر: (وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام، وتصوير المعاني لترسخ في الذهن، ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة)([4]).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليم بالترهيب والشدة

وقد يلجأ المربي إلى الترهيب والشدة إذا وجد أن أسلوب الترغيب واللين لم يجد نفعًا، أو إذا كان الخطأ كبيرًا لا يمكن التهاون إزاءه.

ومن صور ذلك أن عمر بن الخطاب t جاء بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه فغضب النبيُّ r وقال: «أمتهوِّكون([5]) فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيَّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى r كان حيًّا، ما وسعه إلا أن يتبعني» [رواه أحمد وحسَّنه الألباني].

ومن ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r رأى خاتمًا من ذهبٍ في يد رجلٍ، فنزعه فطرحه، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نارٍ، فيجعلها في يده» فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله r: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله! لا آخذه أبدًا، وقد طرحه رسول الله r. [رواه مسلم].

وهنا نجد أن تشديد النبي r- الذي تمثل في نزع الخاتم من يد الرجل وطرحه- مقرون بالحرص على هذا الرجل ومحبة الخير والنجاه له، حيث إن النبي r شبه فعله بمن يضع جمرة نارٍ في يده، فكأن النبي r ينزع هذه الجمرة من يد الرجل ويطرحها عنه بعيدًا.

وهذا الترهيب والتشديد المقرون بالمحبة والحرص على سلامة المخطئ أو المنصوح يثمر مزيدًا من محبة المربي أو المعلم؛ لأن المخطئ يعلم أن المعلم إنما أراد بذلك مصلحته ونجاته وعدم وقوعه في الهلكة.

إن المعالم التربوية للأساليب النبوية في التربية والتعليم كثيرة جدًا، وما هذه الأسطر إلا قطرة في بحر منهاج النبي r في التربية والتعليم. فعلى المعلم الناجح أن يدرس سيرة النبي r، وسنته، وأن يستخرج منها الدلالات التربوية في التعليم والإرشاد، وأن يستعين على ذلك بالكتب النافعة المفيدة في هذا الجانب([6])، والله الموفق والمعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل. 



([1]) كهرني: أي قهرني ونهرني.

([2])  لا تزرموه: أي لا تجعلوه يقطع بوله فيتضرر.

([3]) العرق: الزنبيل والقفة.

([4]) النبي معلمًا ص (121).

([5]) متهوكون: متحيرون.

([6]) ومن هذه الكتب: (تربية الأولاد في الإسلام) لعبد الله علوان. و (النبي معلمًا) للدكتور فضل إلهي ظهير. و(منهج التربية النبوية للطفل) لمحمد نور سويد. و(الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس) لمحمد بن صالح المنجد وغيرها.

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

التوحد هو الاختلاف في النمو العصبي




الذاكرة والتوحد  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 



التوحد هو الاختلاف في النمو العصبي، ويشخص بأنه ضعف التفاعل و التواصل الاجتماعي ، و يكون السلوك مقيّد ومتكرر.

و يصيب التوحد 10 من 100 من الناس. و في هذا المقال، تستخدم كلمة التوحد للإشارة إلى جمع مستويات طيف التوحد المختلفة، والذي يعد غير مألوف .

و بالتحديد، وجد البيت الأبيض و آخرون أن الأطفال المتوحدين، مقارنة بالأطفال الطبيعيين من نفس السن اللفظي والقدرة على القراءة، يقومون بأداء أفضل عندما يطلب منهم تذكر مجموعة من الصور المعروضة عليهم، بخلاف عندما يطلب منهم تذكر مجموعة من الكلمات المطبوعة والمعروضة مع الصور. تقدم مهمة المنافسة اللفظية لكلتا المجموعتين المشاركتين، ويكون أداء الأطفال فيها أسوء من الأطفال المتوحدين عندما تسطير عليهم. كما ذكر أن طول الكلمة يؤثر أكثر على المجموعة المهيمنة. و تنافس على هذه النتائج كلاً من ويليمز وهابي وقاردول الذين أكدوا أن ذلك ذكاءًا لفظيًا وليس قدرةً لفظية. و عرض البيت الأبيض وآخرون أن هذه المسألة لا ترتبط بالعمر الزمني. و وجد ويليمز وهابي و قاردول بأنفسهم أنه ليس هناك فرق بين الأطفال المتوحدين وضوابط مهمة التذكر المتسلسلة، حيث الآثار الصوتية تتشابه بدلاً من آثار طول الكلمات والتي استخدمت كمقياس بديل لاستخدام الحديث الداخلي.

وجد يوسف وآخرون أن مهمة تشكيل النظام الذاتي لدى الأطفال المتوحدين يشمل المحفزات التي قد تتذكر على شكل كلمات " مثل : مجرفة - قطة " ضعيفة بالنسبة للأطفال المقارنيين. و لكن المهمة نفسها مع المحفزات الغير تطبيقية لم تضعف مع أطفال التوحد. و في المقابل، وجد ويليمز وآخرون أن تسجيل أطفال التوحد في اختبارات الذاكرة المكانية أقل بكثير من الأطفال الطبيعيين. و لم يجربها ويليمز والآخرون على مهام الذاكرة المكانية فقط، لا بل حتى على الذاكرة اللغوية. و وجدوا أن أفراد المجموعة التجريبية والمجموعة المهيمنة للأطفال الطبيعيين، الذين يختلفون في قدرة الذاكرة المكانية، ليست هناك فروق كبيرة بينهم بناءً على الذاكرة اللغوية. و المثير بالاهتمام، أنهم قاموا بإجراء تجاربهم أيضًا على الأطفال و البالغين. التوحد هو اضطراب في النمو، فمن الممكن أن تغير تجارب الحياة أداء الذاكرة لدى البالغين الذين كبروا مع التوحد. و قام ويليمز وآخرون بأداء تلك التجربة مع الأطفال بشكل منفصل لمعرفة ما إذا كانت النتائج مختلفة عن نظائرهم البالغين. و استخدموا اختبار "تقييم النطاق الواسع للذاكرة والتعلم"، و هذا الاختبار تحديدًا صمم لاختبار الذاكرة لدى الأطفال. و كانت نتائج الاختبار متشابهة لكلا الفئات العمرية. لكن الفروق الإحصائية بين الأطفال الطبيعيين والمتوحدين وجدت فقط في الذاكرة المكانية وليست في الذاكرة العاملة اللغوية.

اكتشف قابق وآخرون أن الأطفال المتوحدين، بناءً على الذاكرة العاملة اللغوية ورواية القصص، كان أدائهم أسوء من الأطفال الطبيعيين. و صممت هذه الثلاثة مهام المنفصلة لاختبار الذاكرة العاملة اللغوية، وسجل الأطفال المتوحدين أقل بكثير من المستويات المتوقعة لأعمارهم. بينما لا تظهر النتائج الدرجات المنخفضة التي سجلها أطفال التوحد. و هناك أيضًا معلومات اقترحت بأن ضعف الكلمات ساهم في خفض الدرجات بدلاً من الذاكرة العاملة بمفردها.
نتائج معارضة

أظهرت بعض الإحصائيات أن الأشخاص الذين يعانون من مجموعة أمراض التوحد Autism spectrum disease ASD قد لا يعانون من ضعف الذاكرة العاملة working memory WM وأن الضعف المفترض هو نتيجة للاختبار. العالم ناكاهاشي وآخرون يعترضون بعدم وضوح كثير من الاختبارات التي تستخدم لقياس الذاكرة العاملة في مرضى ASD. وقد وجدوا أن مرضى ASD يظهرون أداءًا ضعيفًا لاختبار الذاكرة العاملة فقط عندما يكون الاختبار ذاته سببًا في عدم اتمامهم له. هذه النتائج تدلي بأن نوعية الاختبار وطريقة تقديمها لمرضى ASD قد يكون له أثر قوي على النتائج. لذا يجب توخي حذرا شديدا عند اختيار تصميم لدراسة تركز على الذاكرة العاملة لمرضى ASD(39)

أوزونوف وآخرون وجدوا نتائج مماثلة في دراساتهم للذاكرة العاملة في مرضى ASD. حيث أظهرت أبحاثهم عدم وجود فرق كبير بين الأشخاص المصابون بمجموعة أمراض التوحد والذين لا يعانون منها في اختبارات مصممة لقياس نواح متعددة من الذاكرة العاملة. وهذا يعزز الانطباع بأن التوحد لا يعيق الذاكرة العاملة. وأن نتائج الاختبارات التي أظهرت ذاكرة عاملة ضعيفة لدى مرضى ASD قد تكون بسبب طبيعة الاختبار التي تعتمد على التفاعل الإنساني، ولأن مهارات هؤلاء الأشخاص الاجتماعية ضعيفة. الاختبارات التي تعتمد على الحاسب الآلي بدلا من الإنسان، تزيل هذه المشكلة وقد تعطي نتائج أكثر صحة.

أبحاث أخرى نفذها جريفيث وآخرون تدلي بأن الذاكرة العاملة قد لا تكون ضعيفة في مرضى التوحد. قد يكون لدى هؤلاء ضعف وظيفي تنفيذي ولكن ليس في الذاكرة العاملة، بل في المهارات اللغوية والاجتماعية. دراسات أخرى أجراها جريفيث وزملائه على أشخاص يافعين يعانون من التوحد لم تتطرق لقياس القدرات الوظيفية الشفهية، ومع ذلك أيضا أظهرت عدم وجود فوارق هامة في الوظائف التنفيذية بين الأشخاص التّوحّديين والغير توحّديين. رغم أن الكثير من الأبحاث أعطت نتائجا توحي بضعف الذاكرة العاملة لدى الأشخاص التوحديين، إلا أن البيانات الناتجة مؤخرا تضعف هذه النظرة.

النسيان المحرض باسترجاع الذكريات Retrieval-induced forgetting.

النسيان المحرض باسترجاع الذكريات من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يُعرف النسيان المحرض باسترجاع الذكريات (بالإنجليزية Retrieval-induced forgetting) أنه ظاهرة متعلقة بالذاكرة، إذ تتسبب عملية التذكر بنسيان معلومات أخرى في الذاكرة، عُرفت هذه الظاهرة للمرة الأولى عام 1994، رغم أن مفهوم آر آي إف نوقش في فترة سابقة في سياق تثبيط استرجاع الذكريات.

عُرفت هذه الظاهرة من خلال تجربة ثلاثية المراحل، شملت هذه التجربة دراسة وتجريب بعض المواد المدروسة، وإجراء اختبار نهائي لجميع هذه المواد. تستخدم هذه التجارب أيضًا عدة أنماط من الاختبارات النهائية، بما فيها القيام باسترجاع الذكريات اعتمادًا على إشارات تصنيفية فقط، واسترجاع الذكريات باستخدام التصنيفات وجذور الكلمات، واختبارات التعرف. يمكن إنتاج التأثير الناجم عن استخدام عدة أنواع من المواد الدراسية في ظروف المجموعة، وينقص هذا التأثير في مجموعات سريرية محددة.

رغم حدوث آر آي إف نتيجةً للتذكر الواعي الناجم عن استرجاع الذاكرة الصريحة، يُعتقد أن النسيان الحقيقي يحدث ضمنيًا، أي تحت مستوى الوعي.

يستمر ممارسو علم النفس المعرفي بالجدل حول سبب حدوث النسيان المحرض باسترجاع الذاكرة، وكيف يرتبط بصورة أشمل بالذاكرة والمعرفة العامة. يختلف الباحثون بشكل خاص في تفسير حدوث النسيان، هل هو ناجم عن عملية تثبيط فعالة للمعلومات؟ أو أنه بسبب تداخل معلومات أخرى مع الذاكرة؟ يُعتبر التثبيط المترافق مع آر آي إف شكلًا مشابهًا للتثبيط الجسدي. ارتبط آر آي إف أيضًا باستراتيجيات استرجاع الذاكرة، حيث تبين أن عرقلة هذه الاستراتيجيات يؤثر في هذه الظاهرة.

--------------
الأبحاث السابقة والمرتبطةرغم أن مصطلح «النسيان المحرض باسترجاع الذكريات» استخدم للمرة الأولى عام 1994، وصف في مراجعة سابقة أجراها البروفيسور روبرت ألين جورك بشأن تثبيط الذكريات التي تنشط دون أن يكون لها ارتباط مع حالة معطاة. وصف جورك دراسةً أجراها كل من نيلي Neely ودورغونغلو Durgunoğlu اللذان اكتشفا انخفاض سرعة المشاركين في التعرف على الكلمات عندما تُعرض عليهم كلمات مرتبطة بها قبلها مباشرةً. افترض الباحثون أن المشاركين في الحقيقة يحاولون كبح الكلمات المرتبطة خلال قيامهم بالتعرف، إذ أنها شكلت معلومات غير متصلة بالموضوع وغير مفيدة في إتمام مهمة التعرف.يشابه النسيان المحرض باسترجاع الذكريات ظواهر الذاكرة الأخرى. يمكن مقارنته بالإشارات المحددة جزئيًا إذ يظهر كلاهما انخفاضًا في أداء الذاكرة عند إعطائها بعض المعلومات المدروسة مسبقًا. في أحد الأمثلة عن الإشارة المحددة جزئيًا، طُلب من الناس تذكر ما يمكنهم من أسماء الولايات الأميركية، استطاع هؤلاء تذكر عدد أكبر من الأسماء مقارنةً مع القسم الذي عُرض عليه بعض الأسماء مسبقًا. إن حصولك على جزء من المعلومات التي يجب عليك تذكرها يسيء إلى قدرتك على التذكر. يرتبط آر آي إف أيضًا بالنسيان العائد إلى تبدلات في بيئة الفرد، إذ يكون النسيان هنا تلقائيًا دون وعي بحدوثه. يعد تداخل النتائج ظاهرةً مرتبطة بالنسيان المحرض بالاسترجاع، حيث قد يؤدي تكوين كلمات تابعة لتصنيفات معينة مثل الفواكه إلى جعل كلمات أخرى من ذات التصنيف صعبة التذكر، أو تسبب حدوث ظاهرة المداومة (المواظبة)، إذ يكرر المشاركون كلمات تذكروها مسبقًا.
النموذج التحليلي لممارسة الاسترجاعظهر آر آي إف في تجارب النماذج التحليلية الخاصة بممارسة الاسترجاع، مع تعليمات دقيقة وإجراءات تختلف قليلًا بين تجربة وأخرى. استخدمت كتيبات للتحفيز وإتمام الاختبار في النسخة الأصلية من التجربة. وتلا ذلك استخدام برمجيات حاسوبية مثل برنامج ميكروسوفت بوربوينت أو إي-برايم. تشمل التجربة عادةً إجراء مرحلة الدراسة، ومرحلة ممارسة الاسترجاع، ومرحلة الاختبار.
مرحلة الدراسة

في مرحلة الدراسة، يُطلب من المشاركين دراسة أزواج من الكلمات التي تحوي اسمًا تصنيفيًا، وكلمةً تنتمي إلى ذلك التصنيف، على سبيل المثال: فاكهة-برتقال. تُستخدم عادةً أزواج من الكلمات تنتمي إلى عدة تصنيفات، فلنقل مثلًا 48 مفردةً تنقسم بتساوٍ إلى ثمانية أبواب. قد يدرس المشاركون أمثلة مشابهة لما يلي:


معدن-حديد

شجرة-القضبان

معدن-فضة

شجرة-الدردار
مرحلة ممارسة الاسترجاع

يشمل الاختبار مجموعةً فرعيةً من المفردات، ويتبع طريقة ملء الفراغات. لاختبار مفردة معينة، يظهر للمشارك اسم أحد التصنيفات وأول حرفين من كلمة درسها في المرحلة السابقة وتنتمي إلى هذا التصنيف (مثال: معدن-حد_____). يطلب من المشاركين ملء الفراغات بالكلمات المدروسة المناسبة التي تنتمي للتصنيف. سيقوم المشاركون عادةً بممارسة عملية تذكر المفردات مرات عديدة.

تقسم مرحلة ممارسة الاسترجاع المفردات إلى ثلاثة أنواع مختلفة تجذب الانتباه خلال الاختبار النهائي، ويشار إليها غالبًا باستخدام الرموز التالية:
العناصر التي سبق التدرب عليها (ممارسة الاسترجاع مع وجود عناصر مدروسة «آر بّي + عناصر»): هي كلمات مدروسة يحاول المشارك تذكرها خلال ممارسة الاسترجاع.
العناصر المرتبطة بالتصنيف دون وجود تدريب سابق عليها (ممارسة الاسترجاع دون وجود عناصر مدروسة «آر بّي - العناصر»): هي كلمات مدروسة لم يتدرب عليها المشاركون، لكنها مرتبطة (بالتصنيف) بكلمات تدربوا عليها سابقًا.
العناصر غير المرتبطة غير المتدرب عليها (إن آر بّي العناصر): كلمات مدروسة تعود لتصنيفات لم يتدرب عليها المشاركون. لا ترتبط هذه التصنيفات عادةً بالتصنيفات التي تدربوا عليها سابقًا. تفيد هذه العناصر باعتبارها مقياسًا قاعديًا للمقارنة مع العناصر المرتبطة دون وجود تدريب سابق.
مرحلة الاختبار

بعد القيام بممارسة الاسترجاع، يخضع المشاركون للاختبار النهائي، إذ يطلب منهم تذكر كافة العناصر المدروسة. تهدف هذه المرحلة إلى تقييم مدى التأثير الإيجابي لممارسة الاسترجاع على تذكر الكلمات المرتبطة دون وجود تدريب سابق مقارنةً مع الكلمات غير المرتبطة دون وجود تدريب سابق. يقاس النسيان المحرض باسترجاع الذكريات بناءً على الفرق بين نسبة العناصر المذكورة بين هذين النوعين.

في اختبار تصنيف-إشارة، يظهر تصنيف مدروس واحد كل مرة، ويُطلب من المشارك تذكر كل العناصر المدروسة المرتبطة بهذا التصنيف. رغم وجود وقت محدد لكل تصنيف، يتنوع هذا التوقيت بين الدراسات. على سبيل المثال، في دراسة أجراها أندرسون وزملاؤه عام 1994، مُنح المشاركون 30 ثانية لكل إشارة تصنيفية (علمًا أن هناك 6 كلمات في كل تصنيف، وهذا يعني أن المشارك لديه بالمتوسط 5 ثوان لتذكر كل عنصر). استخدمت باقي الدراسات مدة أطول.اختبارات الإشارات التصنيفية المدعومة بجذر الكلمة: يُضاف هنا جذر الكلمة إلى إشارة التصنيف. يعطى المشاركون عادةً عددًا محددًا من الأحرف تطابق كلمة مدروسة محددة من التصنيف. يُمنح المشاركون وقتًا أقل للاستجابة مقارنةً مع اختبارات إشارات التصنيف السابقة لأن هذه الإشارات نوعية لكلمة محددة. يتنوع زمن الاستجابة بين دراسة وأخرى، لكن العديد من الدراسات اعتمدت مدة 10 ثوان، رغم أن البعض الآخر حدد مدة 3 ثوان للاستجابة. تشمل اختبارات إشارات التصنيف المدعومة بجذر الكلمة الحرف الأول من الكلمة فقط، ولكن بعضها قد يشمل أحرفًا متعددة.لا تتطلب اختبارات التعرف استحضار كلمة من الذاكرة. وبدلًا من ذلك، يرى المشاركون أمامهم حرفيًا كلمةً ما، ويطلب منهم تذكر ظهورها في مرحلة الدراسة. تُظهر اختبارات التعرف عادةً كل الكلمات المدروسة وعددًا من الكلمات غير المدروسة، التي تدعى الكلمات الخادعة. يقيس الباحثون عدد العناصر الصحيحة التي يتعرف عليها المشاركون، وعدد المرات التي يتعرفون بها على كلمات خادعة بشكل خاطئ. يمثل الفرق بين هاتين النسبتين مقياسًا إحصائيًا لقدرة الفرد على التمييز بين العناصر المدروسة وغير المدروسة، استخدم هذا المقياس في تمثيل النسيان المحرض باسترجاع الذكريات. يستخدم زمن الارتكاس أيضًا في تمثيل آر آي إف، إذ يُعتقد أن زمن الارتكاس الأبطأ يعبر عن ازدياد في النسيان المحرض باسترجاع الذكريات بسبب صعوبة التعرف على العناصر المدروسة. 

الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان متردداً بين ثقة وضعيف د ماهر الفحل

  الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان متردداً بين ثقة وضعيف الاختلاف في الأسانيد ملحظ مهم للرجل الذي يحب الكشف عن العلل الكامنة في ...